اللاذقية
وسام الحجة
لقد عانت اللاذقية خلال العهد العثماني من انحطاط تام واهمال شامل وتناقص في عدد سكان، باختصار، فقد كان وضع المدينة مريعًا كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية، ودخلت ضمن حدود إمارة فخر الدين المعني الثاني العام 1606، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر القرن السادس عشر، عندما قام أحد الأمراء ويدعى علاء الدين بتشييد عدد من الخانات (الفنادق) والمباني الجميلة فيها، لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادة المدينة إلى الحكم العثماني المباشر؛ وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام 1688، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من مدينة جبلة إلى مدينة اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام 1712 هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في الجزائر، ومن المعروف أنه وحتى العام 1724 لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يشمل التعليم حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة فقط لا غير، وشهد النصف الأول من القرن الثامن عشر ترميمًا لمعالم المدينة الدينية، إذ تمّ العام 1721 ترميم كنيستي القديس جاورجيوس والقديس نيقولاووس، وفي العام 1726 أعيد بناء الجامع الجديد، الذي لا يزال إلى اليوم في ساحة أوغاريت بأمر من والي طرابلس شخصيًا، وبشكل عام فإن آثار العمارة العثمانية لا تزال واضحة العيان حتى أيامنا هذه في المدينة، من خلال عدد من الخانات (الفنادق) والمساجد والحمامات العام.